اسلاميات

كم كانت مدة حمل السيدة مريم بعيسى عليه السلام

كم كانت مدة حمل السيدة مريم بعيسى عليه السلام، إن ميلاد عيسى عليه السلام من غير اب هو معجزة من المعجزات الإلهية التي انزلها رب العالمين للبشر من أجل أن يزداد ايمانهم بالله تعالى، فقد حملت السيدة مريم دون أن يلمسها بشر، فكم كانت مدة حملها بعيسى عليه السلام ؟ هذا ماسنبحثه ونجيب عليه في المقال التالي ولكن لم يرد نص صريح في السنة او الكتاب عن فترة حمل مريم بعيسي عليه السلام .

مدة حمل السيدة مريم

لم يرد نصٌّ صريحٌ من الكتاب أو السنّة يبيّن كم كانت مدّة حمل السيدة مريم بعيسى عليه السلام ، وقد وردت العديد من الآراء، نقوم بتفصيلها فيما يأتي :

  • الحمل تسعة اشهر : قال القرطبيّ في تفسيره إنّ مدّة حَمْل مريم كحمل عامّة النّساء على المشهور، كما نُقل عن أهل العلم قَوْلهم إنّ مريم حملت بعيسى -عليه السلام- مدة ثلاثة أيّامٍ، وذكر بعضهم أنّها حملته لساعاتٍ معدودةٍ. ورجّح المحققون من أهل العلم أنْ تكون تلك المدّة تسعة أشهرٍ؛ حملاً على الأصل في مسألة الحَمْل، بأن تكون المدّة كاملةً باعتبار عدم وجود ما يقتضي صَرْف المعنى إلى غير ذلك، وقد ذكر ابن كثير في تفسيره روايةً عن مدّة حَمْل مريم بعيسى -عليه السلام-، مرجّحاً أنّها حَملت بعيسى كما تحمل النساء بأولادهنّ. واستدلّ على ذلك: بما ورد في الأثر من أنّ رجلٌ صالحٌ من أقاربها كان يخدم في البيت المقدس معها، قد انتبه لعلامات الحَمْل عندها، وقد امتنع عن سؤال مريم عن حَمْلها؛ لعلمه بإيمانها، وعفّتها، وحين عَظُم حجم بطن مريم، سألها الرجل عن حالها. فأجابت بأنّ الله قادرٌ على خَلْق إنسانٍ دون أبٍ؛ لأنّه خلق الشجر والزرع أوّل مرةٍ دون حبٍّ أو بذرٍ، وكذلك خلق آدم -عليه السلام- من دون أبٍ، فصدّق الرجل كلام مريم بمجرّد سماعه لجوابها.
  • الوضع بعد الحمل مباشرة : ذكر ابن جريج روايةً عن المغيرة بن عتبة بن عبد الله، أنّه سمع عبد الله بن عباس يقول: إنّ مريم حملت بعيسى -عليه السلام-، ثم لم يكن إلّا أن وضعته، وربما استدلّ ابن عباس -رضي الله عنهما- على ذلك بقَوْله -تعالى-: (فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا*فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ)، وأنّ الفاء في الآية تُفيد تعاقب المراحل. ويُردّ على ذلك: بأنّ الفاء بالرغم من أنّها تفيد التعقيب، إلّا أنّ كلّ تعقيبٍ يكون بحسبه، ودليل ذلك أنّ الله -تعالى- ذكر خلق الإنسان معقّباً كلّ مرحلةٍ على الأخرى، فقال -عزّ وجلّ-: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ*ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ*ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا)، فيكون القول بأنّ مريم حملت بعيسى -عليه السلام- ثمّ وضعته غريبٌ من هذا الوجه.

كيف تم حمل السيدة مريم بسيدنا عيسى عليه السلام 

إن السيدة مريم لم تحمل بجماع مثل باقي البشر، وقد احصن الله تعالى فرجها، ولم يمسها بشر من قبل، وكان حملها وفق التفاسير القرآنية بنفخة من الملك جبريل عليه السلام وبأمر من الله تعالى عز وجل، وقد كان هذا أكبر دليل على قدرة الله على الخلق ، ولهذا كان استغراب السيدة مريم أن يكون لديها ولد دون أن يمسها بشر وقد ذكر الله تعالى ذلك على لسان مريم في القرآن الكريم {أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا* قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آَيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا}

 

ماذا حدث بعد حمل السيدة مريم بعيسى عليه السلام

بعد ولادة سيدنا عيسى عليه السلام ازدادت مخاوف السيدة مريم من قومها، وكيف أنها ستأتي إليهم بغلام من غير أب، وبالفعل وعندما قدمت إليهم بدأت تساؤلاتهم واستغرابهم من هذا الغلام الذي بين يديها، وتسائلو عن أبوه وكيف أتت به، فأوحى الله إليها أن تشير إليه ليكون الجواب على لسانه وهو مازال رضيعا في المهد، وقد أجاب قومه بأنه رسول الله وأنه سيبعث فيهم ليعلمهم عبادة الله عز وجل وحده ويهديهم إلى الخير و يبين لهم طريق الهداية.

 

وهكذا كانت معجزة عيسى عليه السلام للبشر، لتؤكد قدرة الله عز وجل على الخلق فقد خلقه من غير أب، كما خلق قبلها سيدنا آدم من غير أب أو أم وكما خلق بعده حواء من غير أب أو أم أيضا من ضلع آدم، لتوكد للبشر قدرة الله عز وجل بقوله (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ) .

السابق
من هي ميار الشريف ويكيبيديا
التالي
كم عدد مراحل التحول الكامل في الحشرات